التصنيفات
كتابات ذاتية مقالات مقالة

أنت أولى بالحب

منذ سنوات مراهقتي وأنا أعيش صراعا بين العقل والقلب وبين ما يجب وما يمكن وبين ما أريد وما لا يريده الآخرون لي. وقد حاولت أو أنها رحمة الله بي أن أوازن بين تلك الأمور وأصل في نهايتها إلى نتيجة ترضي الطرفين المتصارعين وأنا الثالثة بينهما في كل الأحوال.
ثم ومن وقت ليس ببعيد، توصلت لقناعة مفادها أن ليس بالضرورة أن يكون هنالك صراع. نحن لم نخلق لنصارع ونتصارع، لنحارب ونقاوم، لنعيش بمشقة وحرمان وانتظار وترقب أبدي. وجربت أن أترك كل ما يثقل علي وأن أهجر كل ما يستنزفني جسديا نفسيا وفكريا وماديا. وفهمت أن الحياة لو تساهلنا معها ستكون سهلة وأن الأشياء كل الأشياء إن رغبنا بها وأحببناها بلطف ستكون لنا. وأن أنفسنا هي الأهم والأولى بالرفق واللين والحب والعطاء وبعدها سيأتينا كل شيء برفق ولين وحب.
كم من المشاعر أهدرناها وكم من الوقت ضيعناه في السعي نحو أحلام ضائعة وأوهام صنعناها وصدقناها وعشنا لسنوات طويلة ندور فيها وحولها حتى ابتلعتنا وأفقدنا الثقة والشغف وحب الحياة.
يقول ألبير كامو: ما أقسى أن يعيش الإنسان فقط مع ما يعرف ويتذكر، محروما مما يرجو ويتأمل.

مشكلتنا أننا نغرق أنفسنا في الماضي والذكريات المحزنة. مع أننا نملك ذكريات أخرى جميلة لكنها سرعان ما تنسى. وذلك لأننا تبرمجنا على اجترار كل ما يحزننا ومجرد تذكر الأشياء الجميلة يجعلنا مدانين بخيانة أحزاننا القديمة. كان هذا ما فعلته لسنوات طويلة وما لا يزال يفعله الكثيرون منا. لكن الخبر السعيد هو أن الوقت لا يتأخر أبدا على التغيير وترك كل ما يؤلمنا ويؤخرنا عن العيش بهناء وسلام.

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالات مقالة بدون تصنيف

لماذا بدأنا الكتابة؟

يقول روبرت هينلين بدأت الكتابة لأنني كنت في حاجة إلى المال، وبقيت أكتب لأن الكتابة أسلم من السرقة وأسهل من العمل.
لماذا بدأنا الكتابة؟
كلنا بدأناها كما بدأنا القراءة في المدارس، وبقينا نكتب ونقرأ طيلة سنوات دراستنا، بعضنا كان يتخلص من أقلامه ودفاتره بعد آخر امتحان من امتحانات نهاية الفصل الثاني وقليل منا احتفظوا بأقلامهم ودفاترهم لأنها أشياء عزيزة لديهم وسيحتاجونها في الإجازة الصيفية الطويلة.
حين بدأت الكتابة كنت في الإعدادية، تشدني القصص والحكايات، وتبهجني أوراق الدفاتر والأقلام. كانت الكتابة متنفسا وكان العالم كبيرا جدا علي. وكنت كلما خانني لساني وضاق صدري بما فيه، أمسكت قلمي وخططت تلك الكلمات على الورق. ولم أكن حينها أعرف شيئا عن العلاج بالكتابة وعن أن الكتابة تشبه الحديث إلى أحدهم بل إنها أفضل لأنها لن تخرج عن حدود الدفاتر والأوراق لكنني كنت أكتب لما وجدت في الكتابة من ارتياح وشعور جيد عقب الانتهاء من تلك التجربة الممتعة.
وكبرت وكانت هنالك فترات انقطعت فيها عن الكتابة بسبب الانشغال في الدراسة أو العمل أو المشاغل الأخرى التي ليست سوى مشتتات مثل كل المشتتات من حولنا. وكنت في فترات انقطاعي ينتابني حنين وشوق للورقة والقلم والكلمات. للكاتبة فيّ التي تكتب أكثر مما تتكلم. ثم تعرفت على التدوين وخضته كتجربة تحولت إلى عادة شبه يومية. ثم النشر في الجرائد ثم إصدار الكتب. ولازلت أنقطع قليلا وتبعدني المشاغل لكنني أعود لأن من ذاق حلاوة الكتابة لن يطيق فراقها.

التصنيفات
Uncategorized مقالة مقابلة

مع شيخ الروائيين الإماراتيين

التقيت بالروائي الإماراتي الكبير علي بوالريش أول مرة قبل عامين في معرض أبوظبي للكتاب في حفل توقيع كتابه “دبي أيقونة الحياة” الصادر عن مداد للنشر. وأذكر أنني شعرت بأني في حضرة تجربة أدبية فريدة لم تلد الإمارات مثلها حتى اليوم. لم أقل أكثر من “شكرا أستاذ” وأخذت نسختي الموقعة ومضيت.

وبالأمس حظيت بدقائق من الحديث مع الأستاذ علي بوالريش وسمحت لنفسي بالتطفل على صمته المعتاد وسألته بفضول عن تجربته الأدبية مفترضة أنه متفرغ للكتابة نظرا لإنتاجه المتواصل والغزير. أجاب بأنه ليس متفرغا وأنه يعمل في وظيفة لكنه حريص على تخصيص ساعات من يومه للكتابة. وكنت دائما ما أتساءل عما إذا كانت الخبرة التي يكتسبها الكتاب الكبار تؤثر على سرعة إنجاز الأعمال الأدبية حالها حال باقي التخصصات والمهن، فسألته إن كان يجد كتابة الرواية اليوم أكثر سلاسة وسهولة عما كانت بالنسبة إليه في بداياته. فأكد على فكرتي لكنه أشار إلى أن الفكرة هي التي تستنزف الكاتب ووقته أما الأدوات الأخرى مثل صحة اللغة واختلاف الأسلوب فهي تنمو وتتكثف مع الوقت وتجعل العمل أيا كان مجاله أيسر مع مرور الوقت. وعن طقوسه أخبرني بأنه يكتب بعد الفجر حتى العاشرة صباحا وإنه يكثر من تناول القهوة كعادة مرافقة للكتابة.

ثم تساءلت بفضول عن القراءات التي تهم وتستهوي علي بوالريش فقال إنه يقرأ في الفلسفة وعلم النفس والروايات، فالفلسفة تفتح للكاتب مدارك العقل والتفكير أما علم النفس فيمنحه القدرة على تحليل الشخصيات وخلقها في الكتابة. سألته عن الروايات وهل يفضل الأدب العربي على المترجم؟ فأخبرني إنه قرأ للكثير من الكتاب العرب مثل نجيب محفوظ والطيب صالح وحيدر حيدر، كما أنه يميل إلى الأدب الشرقي شاملا الأدب الياباني والصيني لما فيه من تقارب مع الأدب العربي وتميز واختلاف في الأسلوب والأفكار عن الأدب الغربي. صمتت برهة وأنا أستجدي فضولي لطرح المزيد من الأسئلة واستغلال تلك الدقائق التي أعرف إنتي قد لا أحظى بمثلها مرة أخرى لكنني اكتفيت مسرورة بما عرفته عن بوالريش الكبير. لم تكن تلك مقابلة مخطط لها، لكن الحظ السعيد كان حليفي. وحين اعتذر منا الأستاذ بوالريش تاركا مكانه قلت لصديقتي ليتني قمت بتسجيل هذا الحوار، ثم أخبرتها بأنني سأتذكر حديثنا هذا وأحاول استرجاعه والكتابة عنه.

مضى بوالريش تاركا أثرا كبيرا في نفسي. وقد يجد البعض مبالغة في احتفائي باللقاء به ومحاورته. لكن ما أثارني فعلا تواضعه وبساطة حديثه وقربه من النفس رغم شهرته ومكانته الأدبية. جعلني هذا الأمر أقارن بينه وبين بعض الكتاب الذين لا يتجاوز إنتاجهم عملين أو ثلاثة، وعند محاورتهم المليئة بالتشدق بالألفاظ وتضخيم تجربتهم الأدبية، تجد نفسك خاويا من حديثهم ولا تضيف لك تجربتهم المزعومة ولا حتى اليسير. يلقب بوالريش بشيخ الروائيين الإماراتيين وقد استحق هذا اللقب لما يملكه من إنتاج ولما يحتويه ذلك الإنتاج من أدب مختلف ومتفرد.

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالات مقالة رمضان

رمضان 1434 / اليوم الرابع عشر

img_girls-ly1370199456_204 

ها أنا ذا في منتصف رمضان، لا أعرف إن كانت أعمالي في الأيام السابقة قد قبلت، يقيني فقط بأن الله تواب رحيم هو الذي يدفعني إلى الاستمرار والتكرار، كل يوم الدعوات نفسها، الأعمال نفسها تقريبا، أخبر نفسي بأنه رمضان، يجب ألا ألغو، ألا أتحدث فيما لا يعنيني، ألا أتحدث عن أحد بسوء، أكف أحيانا وأحيانا أجد نفسي وقد انجرفت.

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالة رمضان

رمضان 1434 / اليوم الأول

فانوس1434
عاد رمضان، لا أرغب بأن أكرر تلك الاسطوانة وأقول بأنني لا أشعر بطعمه، و”رائحته”، تلك التي ميزته منذ بدأت ألتزم بصيام أيامه –كان ذلك عندما كنت في الثالث الابتدائي- وحتى قبل أربع سنوات من الآن، منذ أربع سنوات لم تعد تلك الرائحة موجودة، وربما المشكلة في أنفي أنا.

التصنيفات
مقالات مقالة

تحليل لقصة “لا وصف لما أنا فيه”

تحليل

كانت رسالة جميلة التي وصلتني من مريم الحربي تطلب مني فيها إضافة على تويتر لتحدثني عن أمر هام. أخبرتني عن رغبتها وزميلتها في مساق الأدب الإماراتي في استضافتي في يوم تقديمهن لعرض تحليل أحد إصداراتي وتقرر لاحقا أن يتم تحليل قصة واحدة هي قصة “لا وصف لما أنا فيه”، توقفت مريم التي تحدثت معها على الهاتف

التصنيفات
مقالات مقالة

لا تحكم على الآخر قبل أن تفهمه

 dont-judge

حصلت إحدى قريباتي على وظيفة في إحدى الجهات، ومن الطبيعي أن تخبرنا عن وظيفتها الجديدة وزميلاتها وزملائها الجدد، كان نصيب الأسد من تلك الجلسة لفتاة عشرينية لا يبدو أي من ملامح وجهها طبيعيا، كانت تصفها لنا وتضحك ونضحك نحن معها، خضعت تلك الفتاة للعديد من عمليات التجميل والتي أجمعنا

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالة

لنكن طيبين

قرأت اليوم تغريدة على تويتر كتب فيها صاحبها “هل يمكن أن نستضيف منتدى نعلم فيه الناس كيف يكونون طيبين وغير أنانيين؟ سيأتي ذلك بالفائدة على الجميع”.

التصنيفات
كتابات عامية مقالات مقالة

بوبر وبيض ملون وحبش

عقب كم يوم بيحتفل العالم بالهالوين، ولأنّا في بلاد تؤمن بالتسامح مع الأديان وحرصا من الآباء والمربين على زرع هالشي في أبناءنا صاروا أبناءنا يحييون ليلة الهالوين ويشاركون بالاحتفال بهالذكرى.

التصنيفات
مقالات مقالات مترجمة مقالة

تسعة أصدقاء عمل يجب الحذر منهم

لدينا جميعا الخيار لانتقاء أصدقائنا، كما يمكننا اختيار وظائفنا لكن لا يمكن لأحد منا أن يختار زملاءه في العمل والذين سيصبح بعضهم لا محالة من الأصدقاء تماما كعدم قدرة المرء منا على اختيار المهمة التالية التي ستقوم الإدارة العليا للمؤسسة التي نعمل لديها بتكليفنا بها.

وكنتيجة لعدم قيامنا بالاختيار لن يكون من المستبعد أن يكون بين أولئك الزملاء الذين جاءوا مع الوظيفة زملاء سيئون.

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالات مقالة

أنا محظوظة~

في لحظات الضيق والألم والوحدة، قد تتناوب علينا أفكار سلبية مصدرها تلك المشاعر التي تراودنا. سريعا صرت أستطيع التخلص منها والتخلص من الأفكار التي تعكر صفوي في تلك اللحظات.

صديقة حبيبة إلى قلبي تردد دائما، كم نحن محظوظون بنعمة الإسلام

التصنيفات
كتابات ذاتية مقالات مقالة سفر

على ناس من أبوظبي إلى المدينة

العاشرة وعشر دقائق مساءا، حلقنا منذ خمس دقائق متوجهين إلى المدينة المنورة، رحلة لم أخطط لها لكن عندما جاءت الفرصة لم أستطع تفويتها.

اليوم نسافر على طيران ناس، لم نجد رحلات عودة قبل الخميس والخميس يوم زفاف صديقتي، لذا لم يكن هنالك بديل آخر. طيران لطيف، بسهولة تمت إجراءات أخذ الحقائب وتدقيق الجوازات، حلقت بنا الطائرة على الموعد بالضبط، صغيرة جدا الطائرة التي تحملنا، حتى أنني تمكن من رؤية الطيار من على المدرج.