التصنيفات
كتابات ذاتية

قلبي معك يا جدة

تزوجا منذ 77 عاما وكانت له طيلة تلك السنوات زوجة محبة لم ير منها ما يزعجه، وفي أحد الأيام عندما كان يرتب أدراجا قديمة في إحدى غرف المنزل عثر على رسائل غرامية كتبها رجل لزوجته قبل ستين عاما. وواجه الرجل الزوجة فاعترفت بخيانتها القديمة وطلبت منه المغفرة لكنه قرر أن يطلقها.

وصلتني تلك القصة في رسالة على البلاك بيري ومرسلتها أرسلتها كقصة من القصص التي نضحك منها ثم ننساها أما أنا فقد ضحكت تعجبا لكنني لم أنس وفكرت في الزوجة طويلا بعد أن أرسلتها لقائمة الاتصال في جهازي.

اثنتين من القائمة تفاعلتا مع القصة وحين لمست تفاعلهما تشجعت وعبرت عن تعاطفي مع الزوجة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات بعد المئة. ضحكت الاثنتين ولم تتخيلا جديتي في الحديث عن الزوجة وحقد الزوج وعدم مسامحته زوجته حتى بعد مرور ستين عاما على علاقة قد لا تكون أكثر من نزوة عابرة.

تخيلت الزوجة بعد أن طلقها الرجل الذي عاشت معه كل تلك السنين، والذي لم يغفر لها زلة قديمة قدم الدهر. كيف لم يتمكن من الصفح وهو الذي لابد أخطأ وعرف من النساء من عرف لكنه ولحسن حظه لم يحتفظ برسائل تدينه ولم يعترف بخطأ ارتكبه.

مسكينة تلك التي وصلت إلى أرذل العمر، قلت لصديقتي عندما كنا نتناقش في أمرها، لو أنها كانت أصغر لدعوت أن يعوضها الله برجل أفضل منه، ولمت الزوجة على أنها اختارت البقاء مع زوج تنكر لها بعد 77 وعاما، ضحكت الصديقة وتخيلت أن تموت الزوجة قهرا/ خجلا/ ذلا، ياه ما أجحده وما أقسى قلبه.

واليوم بالتحديد، دخلت إلى منزل جدتي لأسمعها تحكي قصة سيدة سبعينية تعرفها تزوجت منذ أيام بشاب في الخامسة والعشرين، كانت جدتي حانقة، والمستمعين للقصة يبتسمون وبعضهم يضحك، أنا كنت حزينة، تذكرت قصة الزوجة وطلاقها، وفكرت في هذه التي أساءت لعمرها واختارت الزواج بشاب في سن أحفادها.

قصتان لا تتشابهان سوى في أن البطلتين من العجائز وأنني سأتذكرهما دائما.

بواسطة لطيفة الحاج

كاتبة من الإمارات

4 replies on “قلبي معك يا جدة”

أجمل الحوارات هي تلك التي تصل بك إلى مايختبئ فــ̯͡ي أعماق الآخرين …
وأجمل مايختبئ فــ̯͡ي أعماق الآخرين .. هي تلك الانسانية الرائعة .. وهذا ماتكشف لي من خلال حواري معك عن تلك العجوز

حبيبتي يالحنين =)
لولاك ما قدرت اجمع الافكار واكتبها هنيه..

بالحديث عن القصة زالت الغمامة التي كانت تظللني من التفكير في الجدة ..

شكرا لقلبك ..

رد

انا شفت القصه هاي من ناحيه اخرى 🙂 ..
من ان “الجدة” محتفظه برسالة قديمة جداً ..
ان مهما تغيرت عليها الايام .. متمسكه بحب قديم! ..

أما أنها تطلقت عشان شي مثل هذا ..
يمكن الشيبة ضاربة فيوزاته 🙂

الله يهديكم يمكن نست تعقها!
ويمكن صدق تحبه هذاك ربيعها بس تمت ويا المخرف اللي عندها صح ولا لا؟

الشيبة بس انا اتخيله احين وهو يالس بروحه نفس الساحر ..

رد

أضف تعليق