التصنيفات
قصة قصيرة

(لقاءٌ .. بِلا مَوعِد)

إنه هو .. صرخت بلا وعي .. بريق لاح في عينيها .. أكانت سعادة تلك التي شعرت بها أم حزنا ؟؟ إنها لا تعرف .. ما تعرفه أن رؤيته أثارت فيها رغبة بالبكاء .. لقد كادت تنسى تلك الهيئة المحببة إليها .. تلك الطريقة المميزة في المشي .. كانت المسافة بعيدة .. لم تمكنها من رؤية ملامحه ..          إذن هاهو من جديد .. تلمحه في يوم و في وقت ظنت أنه بات شيئا من الماضي .. لكنه كالعادة .. يتسبب في اهتزاز ثقتها في نفسها ..           ما لا تفهمه .. هذه الرغبة في البكاء .. لمَ هذا الحزن ؟ أليست على الأقل سعيدة برؤيته ؟ ألم تقل أنها قد اشتاقت إليه ؟ لا لشي – تحاول إنكاره- لكنها صدقا تمنت رؤيته ..          نعم لقد تمنت رؤيته .. لكن ليس في هذا اليوم .. و بهذه الطريقة .. تفصلها عنه سبعة أمتار .. و مع هذا ميّزته .. أرادت لو أنها كانت أقرب .. لو أنه كان أقرب .. حتى لو لم تقل شيئا .. فقط كانت ستتمكن من رؤية عينيه.. هل أصبحت عيناه جل ما تتمنى منه .. وبات هو مجرد ماضي يكاد ينسى ؟ كيف يكون ماض ؟ أ لم يقلب حياتها و هو على بعد سبعة أمتار في لحظة رأسا على عقب ؟  

لا شك أنه لا يذكر ملامحها حتى .. و لمَ عساه يفعل ؟ و لم عساه يحتفظ بصورتها مخزونة في ذاكرته ؟ من تكون هي ؟ إنها مجرد عابرة .. كأية فتاة .. التقى بها صدفة و فرقهما القدر .. إلى الأبد ..   عندما لمحته .. كان متجها نحو المطعم ذاك .. لم يكن وقت غداء أو عشاء .. بدا على عجلة من أمره .. ربما كان ..على موعد .. مع إحداهن ! 

بواسطة لطيفة الحاج

كاتبة من الإمارات

أضف تعليق